نظم مركز تطوير الإعلام- جامعة بيرزيت، بالشراكة مع المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث "إعلام"- الناصرة، الثلاثاء 7/8/2018، ندوة بعنوان "الترجمة العبرية بين المعلومة والرواية.
وقال المتحدثون في الندوة إن "هناك أزمة إعلامية فلسطينية سببها غياب الرواية الرسمية، وأنه حتى نصمد أمام الرواية الإسرائيلية القوية، أو الشائعات، فعلينا تأمين الرواية الفلسطينية من عين الحدث، فلا شيء يقتل الشائعة إلا الحقيقة".
وأوصى المختصون بأهمية إيجاد جسم فلسطيني يرصد التحريض في الإعلام الإسرائيلي في القضايا السياسية والعنصرية، وتوزيع إنتاجه على القنصليات الغربية، مؤكدين أن الإعلام العبري يطفح بكمية من البغض التي يجب نشرها.
وقالت مديرة مركز تطوير الإعلام نبال ثوابتة في افتتاح الندوة إن "أهمية هذه الندوة تأتي من حساسية الترجمة من الإعلام الإسرائيلي وأثر ذلك على الجمهور المحلي، وهي تأتي استمراراً من العلاقة التي نحافظ عليها مع مركز إعلام في الناصرة، كامتداد أصيل للمجتمع الفلسطيني".
من جهتها، قالت مديرة مركز إعلام خلود مصالحة إن "فكرة الحياد في التغطية الإعلامية فكرة مخادعة، إذ إننا كفلسطينيين منحازون بالفطرة للقضية الفلسطينية والضحايا. ومن المؤسف أننا كإعلام فلسطيني ما زلنا نعمل وفق ردة الفعل، للمحافظة على هويتنا".
وقال منسق ضبط الجودة في مركز تطوير الإعلام عماد الأصفر إن "الهدف من الندوة هو التفكير بكيفية ترشيد الترجمة من الإعلام الإسرائيلي لتكون ذات فائدة، ولتبنى عليها آلية تعامل والخروج بحلول ليكون الخبر آمنًا ودقيقًا".
وتوزعت الندوة على جلستين، حملت الأولى عنوان "حدود الترجمة والتحقق من الرواية"، وتحدث فيها الإعلاميون المتخصصون بالشأن الإسرائيلي: خلدون البرغوثي، ومحمد أبو علان، ووديع عواودة، وأدارها عماد الأصفر.
وحملت الجلسة الثانية عنوان "المصطلحات والرواية الإسرائيلية"، وتحدث فيها الإعلاميان عصمت منصور وفايز عباس، وأدارتها خلود مصالحة.
وعقب على الجلستين مدير مكتب شبكة الجزيرة في فلسطين وليد العمري.
وشهدت الندوة التي عقدت بتمويل من وكالة التنمية الدولية السويدية (سيدا) عدة مداخلات من الضيوف، الذين جاء عدد منهم من مدن فلسطين المحتلة عام 1948، واختتمت باستعراض عدد من التوصيات التي أكدت جميعها على أن الصحفي الإسرائيلي جندي فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني والأمني، وديمقراطية الإعلام الإسرائيلي أمر يمكن التحدث حوله في الشأن الداخلي، لكنه محسوم بالنسبة للشأن الأمني، وأنه يجب التوقف عن الانبهار بحرية الإعلام العبري، فهي حرية مقتصرة على الشان الداخلي فقط.
وأكدت التوصيات التي استعرضها الإعلامي خالد سليم على أنه لا بد عند الترجمة، من ذكر المصدر بوضوح، وذكر خلفياته وسياساته بما يوضح مجمل الصورة، وأنه يجب فحص كل ما نقرأه في الإعلام الإسرائيلي على طريق التمييز بين المعلومة والرواية.
وأكد المتحدثون أن المصطلح مهم، وأنه يجب استخدام التسمية الفلسطينية لأنها تحافظ على الرواية الفلسطينية حية، وتساهم في عدم تشويه الوعي والجغرافيا، موضحين أن الترجمة يجب أن تعكس صورة تشبه المجتمع الإسرائيلي، بخيره وشره، حتى تعطي صورة واضحة عنه.
وركز المتحدثون على ضرورة تعزيز حضور وسائل الإعلام الرسمية في نقل الرواية الحقيقية التي تخدمنا. وأنه لا بد من معالجة ما ينشره الإسرائيليون، على أن نتحدث عن الرواية الفلسطينية بالبداية، مؤكدين أهمية الدقة في الترجمة بالكامل، وهي ما تتأتى عبر إتقان متقدم للغة العبرية، حتى لا يتغير المعنى.
وتوافق المتحدثون على أهمية عقد ورشة بين الإعلاميين والمترجمين والمستوى السياسي، لترشيد العلاقة بين الطرفين، باعتبارها علاقة تكامل لا علاقة ندية، لا سيما في معالجة القضية السياسية مع الاحتلال.
وطالب المتحدثون بوجود مراكز رصد متخصصة لرصد الإعلام الإسرائيلي والترجمة عنه، ليس فقط فيما يخص الإعلام، بل في كل الحقول، حتى نقدم رواية متزنة وواعية، وغير منساقة بالكامل وراء الرواية الإسرائيلية.
وأوضحوا أننا كفلسطينيين لن نستطيع فرض مصطلح أو رواية إلا بعد أن نكون أقوياء، أو على الأقل ألا نكون مهزومين معترفين بالهزيمة.
واستعرض المتحدثون مسردًا لبعض المصطلحات التي تسعى الماكينة الإسرائيلية لترويجها لتزييف الوعي وتغيير حقائق التاريخ، كاعتماد الأسماء العبرية لمناطق بأسماء فلسطينية,
وأكد الحضور أهمية توحيد الخطاب الفلسطيني القائم على وحدة الموقف السياسي، حتى نستطيع التعامل بلسان واحد، معتبرين أن المهمة ليست على الصحافي فقط، موضحين أن الانقسام دمّر الخطاب الإعلامي، والصحفي بات عاجزًا عن إيصال رسالته كي لا يحسب على طرف.
واختتمت التوصيات بأهمية إنشاء مجموعة على الفيسبوك للمترجمين، يتباحثون فيها في أدائهم، للاتفاق على ما يستجد من مصطلحات، وربما يقدم كل منهم نقدًا موضوعيًّا لذاته ولزملائه، لتلافي أي سقطات مقبلة.