أوصى بحث أصدره مركز تطوير الإعلام– جامعة بيرزيت بعنوان "التنظيم الذاتي في وسائل الإعلام الفلسطينية وصحافة المواطن"، بتأسيس مجلس للتنظيم الذاتي للجسم الصحفي الفلسطيني ليقوم بحل إشكالات الصحفيين عبر التحكيم والأخلاقيات ومدونات السلوك، دون اللجوء إلى القانون لفض المنازعات بين الصحفيين أنفسهم، وبينهم وبين الجمهور.
وأعد البحث على مدار ستة أشهر خلال عام 2017 د. حسن دوحان، بإشراف من عميد كلية الإعلام في جامعة الاقصى د. ماجد تربان، ومنسق وحدة الدراسات والأبحاث والسياسات في مركز تطوير الإعلام صالح مشارقة. والبحث ممول من وكالة التنمية الدولية السويدية (سيدا) ضمن المبادرة الوطنية لتطوير الإعلام الفلسطيني.
واستهدفت الدراسة أكثر من 70 مؤسسة إعلامية فلسطينية، بينما بلغت عينة الدراسة 201 صحفي من تلك المؤسسات موزعين كالتالي: 45.8% من العينة يعملون لدى الصحافة التقليدية، و32.8% يعملون لدى الإعلام الجديد، بينما 7% لدى صحافة المواطن، و14.4% غير مصنف.
ودعت الدراسة لإنشاء مجلس تنظيم ذاتي مع تحديد مرجعيته وشكله في إطار مستقل لا يخضع لأي إشراف رسمي، تكون مهمته تنظيم العمل الصحفي وضبط الممارسات الصحفية حسب الأخلاقيات والسلوكيات المتفق عليها، في إطار مدونة السلوك المهني المعتمدة من قبل نقابة الصحفيين الفلسطينيين، بعدما كشفت الدراسة ضعف الاعتماد على أدوات التنظيم الذاتي وعدم إعطائها الاولوية لدى المؤسسات الإعلامية الفلسطينية وصحافة المواطن.
وشددت الدراسة على ضرورة وضع نظام داخلي للجنة الأخلاقيات في نقابة الصحفيين الفلسطينيين لتقوية وتنظيم عملها لتشكل النواة الأساسية لمجلس التنظيم الذاتي المتوقع.
وطالبت الدراسة بإلزام الصحفيين والمؤسسات الإعلامية بما فيها صحافة المواطن بمدونة السلوك المهني الخاصة بالنقابة، مع فتح نقاش صحفي يشمل المؤسسات الإعلامية بما فيها صحافة المواطن لإثراء أو شرح بنود مدونة السلوك المهني ووضع ضوابط إلزامية فيها للصحفيين.
وشددت الدراسة على ضرورة قيام نقابة الصحفيين بوضع لوائح تنفيذية تلزم المواقع والوسائل الإعلامية بالحد الأدنى للأجور من خلال التعاون مع وزارة العمل لوقف عملية استغلال الصحفيين وتشغيلهم برواتب دون الحد الأدنى للأجور، ووقف معاملات تلك المؤسسات لدى كافة المؤسسات النقابية والرسمية.
وقال د. تربان إن البحث إضافة نوعية في مجال الإعلام، لأنه يتناول موضوع التنظيم الذاتي في ظل التطورات التكنولوجية الهائلة واختلاف مفهوم القائم بالاتصال، مؤكداً أن البحث فتح المجال أمام تطوير أدوت التنظيم الذاتي في الصحافة الفلسطينية.
ودعا د. تربان إلى اعتماد توصيات البحث وتحويلها لبرامج عمل تخدم الإعلام الفلسطيني وتعمل للارتقاء به خاصة في مجال صحافة المواطن. وأشار إلى الجهد الكبير الذي بذل في البحث للوصول إلى النتائج والتوصيات التي تعتبر متميزة.
ورأى مشارقة أنه ورغم الخيارات التي عددها المبحوثون للجهة التي يمكن بناء مجلس التنظيم الذاتي فيها والتي تراوحت بين المجلس الأعلى للإعلام، ونقابة الصحفيين، ولجنة الأخلاقيات في النقابة، والمؤسسات الإعلامية وغيرها من الخيارات التي أيدها أو رفضها المبحوثون، رأى مشارقة أن الجسم الوحيد المخول بهذه المهمة هو نقابة الصحفيين كما هو معمول به في كل نقابات واتحادات الصحفيين في العالم، لأن الفلسفة التي تقف وراء فكرة التنظيم الذاتي هي قيام الأجسام الصحفية بإنشاء أشكال من التنظيمات تأخذ صفة شرفية لفض الإشكالات وتطوير المهنة بعيداً عن القوانين التي قد تتحول في بعض المراحل إلى محابس للحريات الصحفية والصحفيين.