قطعة من الموسيقى الكلاسيكية ل موسيقارا، كل قطعة مسبوقة بشرح لعارف الحجاوي
مهندس الصوت : مهند قعدان
" في أسطوانة أنتجها مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت، جمع عارف حجاوي عشرات المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية لكبار الموسيقيين العالميين.
وقبل كل مقطوعة، يقدم حجاوي موجزًا عن القطعة وصاحبها بلغة غاية في الطرافة والجاذبية.
ستصيبك الدهشة عندما تعلم أن موسيقارًا كبيرًا كان يسير وصديقه حذاء النهر، فسقط جرو صغير في النهر، وخرج منه مبتلاًّ، فانتفض ليجف، فطلب الرجل من الموسيقار أن يوثق هذه اللحظة بمعزوفة. وصاحبنا لم يقصر.
قبل مقطوعة أخرى، يتحدث حجاوي عن اتهام الناس لبيتهوفن بالكبر؛ فلم يكن يلتفت إلى الجمهور عندما يتملكهم الطرب ويصفقون له حتى تحمرّ أكفهم. وعندما ربتت سيدة على كتفه ليلتفت إلى الجمهور، وعرفوا أنه أصمّ، "انفجرت" القاعة بالتصفيق الذي كلما خبا استعر، حتى ليظن الواحد أنهم لن يكفوا عن التصفيق.
العمل مثير.. حقًّا.
اللافت في الأمر أيضًا شيء آخر تمامًا.
معظم المقطوعات، لا تشعر كمستمع إزاءها بالوحشة أو الغربة. جلها يحفظ مكانه في لاوعيك. سمعتَها في مكان ما. ولئن كان في تقديم بعض المقطوعات ما يحيل إلى المكان الذي استمعت إلى المقطوعة فيه، مثل "توم وجيري"؛ إلا أنك تشعر بألفة ما: أنت تعرف هذا اللحن الجميل!
ستدرك لاحقًا أن معظم الأفلام والمسلسلات والبرامج التلفزيونية والإذاعية، تنهل من هذا المعين الجميل، أقصد المخزون الموسيقي الكلاسيكي، دون أن تنسب القطعة إلى صاحبها.
وستدرك أهمية هذه الموسيقى عندما تتخيل كل ما شاهدت من أفلام دون هذه الموسيقى. ستكون أفلامًا جافة، مهما عظمت.
حياتنا أفلام ومسلسلات وبرامج متنوعة، في البيت والعمل والشارع.
والذكريات والناس الذين نخبئهم في زوايا رؤوسنا هم هذه الموسيقى التي توازن بؤس الواقع.
لا يمكن أن تستقيم "أفلامنا" دون هذا العزف الجميل؛ من أمّ بعيدة، أو صديق غائب، أو حبيب يتدلل.. أو ذكرى جميلة، نركن إليها كلما قفز ممثل بذيء إلى كادر نهارنا الرتيب.
ابحثوا عن موسيقاكم الخفية، وابتهجوا."