رام الله – خان يونس – دير البلح
نظّمت نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت، أمس الاثنين، ورشة عمل تفاعلية بعنوان "صحافيات وصحافيون تحت النار: التحدي والتعافي"، وذلك في مقر النقابة بمدينة رام الله ومركزي التضامن الإعلامي في خان يونس ودير البلح، وبمشاركة واسعة من الصحفيين والصحفيات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وبدعم من الحكومة الكندية
هدفت الورشة إلى مناقشة واقع الصحافيين وخاصة الصحافيات خلال الحرب على قطاع غزة، وتسليط الضوء على تجارب الميدان، والتحديات اليومية التي يواجها الصحفيون، وسبل التعافي من تداعيات ما وصفه المنظمون بـ "أكبر حرب إبادة إعلامية في تاريخ الإنسانية والإعلام".
افتتح الورشة نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، الذي أشاد بالدور البطولي الذي يؤديه الصحفيون الفلسطينيون في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية، قائلاً:"الصحفي الفلسطيني اليوم لا يحمل الكاميرا فقط، بل يحمل الحقيقة في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية؛ ويدفع ثمن كشف الرواية الإسرائيلية دماً وشهادة".
وفيما أشار نائب نقيب الصحفيين دكتور تحسين الأسطل إلى حصيلة الشهداء الصحفيين منذ أكتوبر 2023 بلغت 252 شهيدًا، إلى جانب 500 إصابة وتدمير 720 منزلًا بالكامل تعود لعاملين في الحقل الإعلامي، مؤكدًا أن ما يجري يمثل "جرائم حرب وانتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان"، مضيفًا أن النقابة تواصل تقديم الدعم القانوني والنفسي والميداني رغم محدودية الموارد، لأن "هذه معركة وجود ومهنية وأخلاقية في آن واحد".
من جانبه، أوضح الخبير الإعلامي في مركز تطوير الإعلام عماد الأصفر أن الورشة تأتي ضمن توجه استراتيجي لخلق فضاءات لحوار مهني وإنساني بين الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، قائلاً:"لا يمكن فصل العمل الإعلامي عن سياقه الوطني والإنساني، وعلينا أن نحول هذه اللقاءات إلى أدوات عملية لإعادة تقييم آليات التغطية، وإنتاج محتوى صحفي مهني يواجه التضليل ويعزز صمود الصحفيين".
بدوره، شدد إبراهيم قنن مراسل قناة الغد على أن استهداف الصحفيين الفلسطينيين يتم بشكل متعمد ومنهجي، بان الصحافيين في غزة ذاقوا كل أشكال المرارة وان الصحفي مقسوم بين الفضاء العام وعمله اليومي وبين بيته وعائلته والبحث عن الخيمة والماء والطعام مشيراً إلى قدرة الصحافيين في غزة لتصميم مدرسة مختلفة في التغطيات الصحافية
خلال الورشة، قدّم عدد من الصحفيين والصحفيات من غزة والضفة شهادات ميدانية مؤثرة وثّقت حجم الانتهاكات والجرائم التي يعيشها الصحفيون منذ اندلاع العدوان في شمال الضفة الغربية وقطاع غزة حيث إشارات بيداء معمر إلى خصوصية عمل الصحافيات في الميدان والتوزيع غير عادل أحيانا من المؤسسات لجمهور الصحافيين بشأن الاحتياجات المهنية.
واتفقت الصحافيات العاملات في الميدان نور سويركي مراسلة فضائية الشرق وعرين العملة مراسلة تلفزيون فلسطين على تجربة فريدة للصحافيات في زمن الإبادة في غزة والضفة حيث العمل المضنى والساعات الطويلة والمسؤولية على الأسرة وغياب الظروف المهنية والاعتقال كلها تضع الصحافيات أمام تحديات صعبة تحتم تدابير للمرحلة القادمة.
وقدم محمد الأسطل مراسل راديو أجيال جملة من التوصيات إنشاء برنامج تأريخ شفوي لتجارب الصحفيين الفلسطينيين وتطوير منهج أكاديمي ومهني يوثّق تجربة الإعلام الفلسطيني في زمن الحرب وأهمية عقد مؤتمر علمي لإنتاج أبحاث محكمة حول التجربة الصحفية الفلسطينية إلى جانب التأكيد على أن حياة الصحفي أغلى من أي صورة أو تقرير، مع ضرورة تطوير مفهوم السلامة المهنية الفلسطينية الخاصة بظروف الاحتلال.
وأوصى الخبيران في التدريب في قضايا السلامة المهنية منتصر حمدان وسامي أبو سالم بتطوير دليل سلامة مهنية محدث وخاص بفلسطين وإنشاء شبكة دعم نفسية، ودمج التجارب الفلسطينية في مناهج كليات الإعلام.
وأكد الحضور في ختام الورشة أن هذه التوصيات تمثل خطة ميدانية وأكاديمية لبناء منظومة حماية شاملة تليق بتضحيات الصحفيين الفلسطينيين الذين شكّلوا "مدرسة عالمية في الميدان