إطلاق دليل الصحافة الصديقة في بيرزيت: لتعزيز التغطية المهنية لقضايا الصحة الإنجابية والجنسية

^2025-09-08

أطلقت مؤسسة جذور للإنماء الصحي والاجتماعي بالشراكة مع مركز تطوير الإعلام – جامعة بيرزيت، اليوم الإثنين 8 أيلول 2025، وبحضور وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي، وبرعاية من مؤسسة أوكسفام، "دليل الصحافة الصديقة: التعامل المهني مع قضايا الصحة الإنجابية والجنسية"، وذلك في قاعة النشاطات بالطابق الرابع من المركز. ويأتي هذا الدليل ثمرة جهد امتد على مدى شهور، عمل فيه فريق من الخبراء في مؤسسة جذور ومركز تطوير الإعلام على إعداد مادة تدريبية متخصصة موجّهة للصحافيين وصنّاع المحتوى، لتقديم رؤية مهنية تنطلق من المفهوم الشامل للصحة العامة، وتعزز التربية الإعلامية في قضايا الصحة الإنجابية والجنسية ضمن دورة حياة الإنسان الفلسطيني.

وخلال كلمتها، أكدت الوزيرة الخليلي أن "المرأة الفلسطينية تعيش واقعاً مأساوياً في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، وما يرافقه من منع للمساعدات الإنسانية الأساسية، حيث تواجه النساء ظروفاً إنسانية ومعيشية كارثية، ويعانين الموت البطيء نتيجة التجويع والتعطيش وانعدام الرعاية الصحية."

وأضافت أن "نساء غزة يواجهن يومياً تحديات استثنائية، بين فقدان سبل العيش وغياب الأمن الصحي والاجتماعي، الأمر الذي يجعل من دور الإعلام أكثر إلحاحاً في تسليط الضوء على هذه المعاناة، ونقل صوت النساء ومعاناتهن للعالم."

من جانبه، قال مدير عام مؤسسة جذور، د. أمية خماش: "إن إطلاق الدليل يشكل إضافة نوعية للممارسات الإعلامية. نطمح أن يكون هذا الدليل أداة عملية للصحافيين لتعزيز المهنية والوعي في تناول قضايا الصحة الإنجابية والجنسية، بما يسهم في تمكين المجتمع الفلسطيني، وبخاصة الفئات الأكثر هشاشة."

أما القائم بأعمال مدير مركز تطوير الإعلام، د. أسامة الميمي، فشدد على أهمية الدمج بين الإعلام والصحة العامة، قائلاً: "هذا الدليل يعكس رؤية المركز في تطوير بيئة إعلامية مسؤولة، قادرة على خدمة المجتمع الفلسطيني، وتعزيز التغطية المهنية لقضاياه الحيوية، ويرسخ لفكرة ضرورة الشراكة بين المؤسسات المختلفة لخدمة المجتمع الفلسطيني."

بدوره، أكد إياد الأعرج، مدير البرامج في أوكسفام، أن دعم إصدار هذا الدليل يأتي انسجاماً مع رسالة المؤسسة في تعزيز العدالة الاجتماعية، موضحاً: "نحن في أوكسفام نؤمن بأن للإعلام دوراً محورياً في تغيير الصورة النمطية، وتعزيز الحوار المجتمعي حول قضايا الصحة الإنجابية والجنسية. هذا الدليل يشكل خطوة عملية نحو تمكين الصحافيين من تغطية أكثر إنصافاً وحساسية لاحتياجات النساء والفئات المهمشة."

وقدمت معدّة الدليل والباحثة في مركز تطوير الإعلام، ناهد أبو طعيمه، عرضاً موجزاً أبرزت فيه أهمية الدليل وانه يزوّد الصحافيين بخارطة طريق مهنية لأنه يقدم تأصيل مفاهيمي وتأصيل وحقوقي

 ويصحح الالتباسات، كما يسعى الدليل إلى تحفيز الصحافيين للتفكير خارج الصندوق، وتبني أساليب غير تقليدية في معالجة القضايا الإنسانية، وتصحيح الأخطاء الشائعة حول الصحة الإنجابية والجنسية، بالإضافة إلى تقديم طرح جريء حول القضايا الحساسة التي تثير الجدل.

مشيرة إلى المبحث الأهم في الدليل الخاص بتغطية حرب الإبادة على النساء وتوجيهات حساسة للتغطية الصحافية ما يُعرف بالعنف الإنجابي ضد النساء، وهو شكل من العنف الممنهج يستهدف قدرتهن على الحمل والولادة. كذلك يعرض الدليل في نهايته مسرد للمصطلحات العلمية المتفق عليها عالميًا وفلسطينيًا، مما يوفر للصحفي إطارًا مفاهيميًا موحدًا يساعده في أداء دوره التثقيفي بشكل دقيق.

 

 كما تخللت الفعالية ورشة تفاكُر مهني بعنوان: "المرأة، التعافي، والإعلام: أدوار متقاطعة في زمن الحرب"، شارك فيها ممثلون عن مؤسسات حكومية وأهلية ودولية، حيث جرى بحث أطر العمل وجهود التعافي في كل من قطاع غزة والضفة الغربية من خلال ممثلين عن وزارة الصحة وبرنامج الجندر في اوكسفام وجمعية تنظيم وحماية الأسرة ومؤسسة جذور. وشهدت الورشة حضوراً واسعاً من الصحافيين وممثلي المؤسسات الإعلامية والصحية العاملة في هذا المجال.

وعلى هامش الفعالية، التقت وزيرة شؤون المرأة منى الخليلي برئيس جامعة بيرزيت د. طلال شهوان، بحضور نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية د. علاء العزة، والقائم بأعمال مركز تطوير الإعلام د. أسامة الميمي، ومدير مؤسسة جذور د. أمية خماش، ومدير البرامج في أوكسفام إياد الأعرج، حيث جرى بحث سبل تعزيز التعاون المستقبلي بين الأطراف.