بيرزيت – اختتم مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت، بالتعاون مع الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، مشروع إنتاج الأفلام الاقتصادية الذي استهدف تأهيل الطلاب الجدد وتطوير مهاراتهم في المجالات الإعلامية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف إعدادهم لخوض سوق العمل بجدارة. شهد المشروع إنتاج خمسة أفلام قصيرة تناولت قصص نجاح ملهمة من الواقع الفلسطيني، مع التركيز على إبراز دور الريادة النسوية في بناء الاقتصاد الوطني.
الفائزون في المسابقة
تصدر فيلم "كنعان: من فلسطين إلى العالم" قائمة الأعمال الفائزة بالمركز الأول أنتجت الفيلم وفاء أبو عرة وسُرى أبو الرب، خريجتا الجامعة العربية الأمريكية. جسّد العمل رحلة قطاع الزيتون الفلسطيني، وكيف تحوّل بفضل جهود شركة كنعان للتجارة العادلة من زراعة تقليدية إلى تصدير زيت الزيتون عالي الجودة للأسواق العالمية. ركز الفيلم على الدور الريادي الذي لعبته الشركة في تمكين المزارعين المحليين، ولا سيما النساء، ليقدم نموذجًا فريدًا يجمع بين التقدم الاقتصادي والالتزام الاجتماعي.
في المركز الثاني، جاء فيلم "أيادٍ تصنع الحياة"، الذي أنتجته روزلين عواودة وميساء أبو زهيدة، خريجتا جامعة النجاح الوطنية. سلط الفيلم الضوء على واقع المشاريع النسوية الصغيرة وأهميتها في تعزيز الاقتصاد الفلسطيني. استعرض قصصًا ملهمة لمشاريع ريادية تقودها نساء فلسطينيات، وأجرى مقابلات مع إحدى صاحبات المشاريع وباحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، إلى جانب ممثلة عن الجمعية الفلسطينية لصاحبات الأعمال - أصالة، التي تُعتبر ركيزة أساسية في دعم وتمكين النساء الرياديات.
وأشارت ناهد أبو طعيمه المشرفة على انتاج الافلام بان المشروع يُجسد خطوة طموحة نحو دعم الصحافة الاقتصادية في فلسطين، حيث يقدم تجربة عملية تُمكّن الطلاب من إنتاج محتوى إعلامي يعكس عمق القضايا المجتمعية والاقتصادية. كما يسعى إلى تسليط الضوء على قصص النجاح النسوية، تعزيزًا لدور المرأة الفلسطينية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودعمًا لمساعي التمكين النسوي.
وأكدت مديرة مركز تطوير الإعلام بثينة السميري على التزام المركز برسالته في تشجيع الابتكار الإعلامي، وتقديم نماذج ملهمة تعكس واقع المجتمع الفلسطيني، مع بناء جسور التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والمنظمات الداعمة لتطوير مهارات الشباب ونقل صورة مشرفة عن فلسطين إلى العالم.
وأوضحت وفاء أبو عره أحد الفائزات بالجائزة الأولي أن هذه تجربة استثنائية بالنسبة لخريجة تسعى للاختلاف وسط التشابه. كانت شهادة الصحافة الاقتصادية لحظة فارقة في مسيرتها، وإن لم تكن تتعلق بفحوى الشهادة نفسها بقدر ما كانت تتعلق بالمجال الذي فتح أمامها أفقًا جديدًا.
أن تختار التركيز على الاقتصاد وتوجه إعلامك نحوه ليس مجرد اختيار مهني، بل هو تحوّل جذري في طريقة التفكير. إنه اختلاف ملموس، ذا قيمة تلامس جوهر التحديات التي يواجهها المجتمع، ويؤثر في مسارات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار عماد الأصفر عضو لجنة تحكيم الأفلام بأن المركز يعمل دائما على خلق اختصاصات لطلبة الإعلام ينتمون لها مثل اختصاص الصحافة الاقتصادية والبيئة والنسوية والعلمية وتعطيهم فرص أكبر في سوق العمل وتساهم في تجويد ومهننه العمل الإعلامي المحترف.