بيرزيت (26-6-2024)
أطلق مركز تطوير الإعلام في جامعة بيرزيت توثيقاً لقصص حياة واستشهاد 125 صحفياً شهيداً في قطاع غزة، وثلاثة تحقيقات حول الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين.
جاء ذلك في لقاء موسع عقده المركز، لإختتام المشروع الذي تم تمويله من اليونسكو- الصندوق العالمي للدفاع عن الإعلام.
وفي جلسة الافتتاح تحدث نائب رئيس الجامعة للشؤون المجتمعية علاء العزة عن دور مركز تطوير الإعلام في صناعة الوعي الجمعي الفلسطيني بقضايا الشهداء ليس باعتبارهم أرقاماً بل قصصاً وشخصيات خالدة في الذاكرة الوطنية.
وعبرت مسؤولة قسم الاتصال والتواصل في مكتب اليونسكو في رام الله ها طنوس عن اعتزازها بالعمل مع مركز تطوير الإعلام خلال السنوات الاخيرة في عدد من المشاريع الاضافية، وقالت ان اليونسكو سوق تستمر في دعم المشروع لاستكمال توثيق كل الصحفيين الشهداء، وترجمة التوثيق للغة الانجليزية، واطلاقه في فعالية دولية لليونسكو في بيروت تزامنا مع اليوم العالمي لمنع الافلات من العقاب في تشرين ثاني المقبل.
واستعرض عمر نزال نائب نقيب الصحفيين تحركات النقابية محليا وعالميا للدفاع عن الصحفيين، بالشراكة مع الاتحاد الدولي للصحفيين، مشيراً إلى اهمية توثيق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين كي تكون جاهزة في الوقت المناسبة لفضح الجرائم الإسرائيلية.
واكدت مديرة المركز بثينة السميري ان المركز مستمر في العمل على مشاريع تخدم الواقع الصحفي المحلي، وتقديم الدعم للصحفيين في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية. وجاهز للعمل مع أية جهة دولية، أو محلية، تسعى لمحاكمة إسرائيل ومنع إفلاتها من العقاب على جرائم الإبادة التي ارتكبتها بحق الصحفيين وكافة ابناء شعبنا في غزة والضفة الغربية.
وفي الجلسة الاولى للفعالية قال منسق الأبحاث والسياسات في مركز تطوير الإعلام صالح مشارقة ان التوثيق يقدم المعلومات والبيانات اللازمة لاي جهة كانت تحتاج لمحاكمة المسؤولين الإسرائيليين الذي ارتكبوا الجرائم بحق الصحفيين، موضحاً ان التوثيق ضم شهادات من صحفيين وعائلات وزملاء عمل ومراكز حقوقية ونقابية، إضافة إلى تفاصيل عن حياة الشهداء ومسيرتهم الصحفية.
واوضح مشارقة الذي اشرف على التوثيق ان المعطيات التي تم جمعها في التوثيق كافية لبناء فرضيات القتل التي ارتبتها القوات الاسرائيلية بشكل متعمد والتي تمتد إلى ملاحقة الصحفيين، وقتلهم عبر ترصدهم بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وقتلهم في الحالات التي استخدموا في التصوير الجوي، واعدامهم من قبل قناصة على الرغم من ظهور شارة الصحافة على ملابسهم، وتعمد قتلهم بناء على انتماءاتهم السياسية، وابادتهم مع افراد عائلاتهم وتدمير الاحياء التي يسكنون فيها، وتدمير وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة للتعتيم على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل في قطاع غزة.
وقدم الصحفيون من غزة رشا ابو جلال ويحيى اليعقوبي واحمد ابو قمر، شهادات عن عملهم على التوثيق، موضحين فداحة الخسائر في الأرواح والمؤسسات الصحفية في غزة، وصعوبة جمع المعلومات في ظل الحرب، وانقطاع الاتصالات الهاتفية وشبكة الانترنت، ونزوح مئات الصحفيين مع عائلاتهم، وعملهم في بيئات خطرة في ظل الإبادة الإسرائيلية.
وفي الجلسة الثانية استعرض الصحفي محمد غفري تحقيقه عن جريمة الاحتلال بفقئ عين الصحفي معاذ عمارنة، كما تحدثت الصحفية نجمة حجازي عن الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين في الداخل المحتلة عام 48، وقدمت الصحفية عزيزة نوفل شهادة عن تحقيقها المتخصص بالانتهاكات التي قامت بها القوات الإسرائيلية بحق الصحفيات في السنوات الاخيرة. وعقب على التحقيقات الإعلامي عماد الاصفر الذي دعا إلى اهمية تطوير منهجيات فلسطينية في توثيق الانتهاكات، بما ينزع الذرائع من اطراف دولية تهربت من مسؤولياتها في هذا الملف بادعاء عدم اتباع السلامة المهنية المطلوبة او غياب التوثيق وبالتالي ضياع امكانية محاكمة إسرائيل عن جرائمها بحق الصحفيين الفلسطينيين.