إعداد: زينب عودة- لينا عوكل
(تطعيمك أمانة)، (احمي نفسك واعمل اللي عليك)، حملات توعوية لا تزال تستخدمها وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، وغيرها من الشعارات لإقناع المواطنين بالحصول على الجرعات المعززة ضد كوفيد 19.
المتفحص للحالة، يجد أن الحالة الوبائية تصاعدت مؤخراً في القطاع، حيث يشير التقرير التفصيلي للوزارة إلى وجود ارتفاع حالات الإصابة خلال الشهر الماضي، وبلغت نسبة المصابين (1781 مصاباً) خلال الفترة الممتدة من 10-16 يوليو الماضي، من مجموع الفحوصات البالغة (3821) فحصاً.
وأعلن الناطق باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة في وقت سابق، عن دخول قطاع غزة في موجة خامسة لفيروس كورونا النوع المتحور (ba5)، وقال: "إن خلية الازمة اتخذت جملة من القرارات أهمها منع زيارات المؤسسات الصحية، مؤكدا أن القطاع سيشهد موجة متسارعة وفق المتحور الجديد، لسرعة انتشاره.
وشكلت الصحة 14 مركزاً صحيا لسحب العينات من المواطنين، 9 منها تعمل في الفترة الصباحية. وهناك 22 مركزا تتبع وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، بالإضافة إلى 41 مؤسسة أهلية صحية منها 26 تعمل في الفترة المسائية.
ويقول القدرة، إن وزارته بدأت تلحظ زيادة في أعداد الإصابات خلال الشهر الماضي، مشيرا إلى أن لديهم الكوادر الطبية المؤهلة للتعامل مع تطورات الحالة الوبائية في القطاع.
غير أن ذلك لم يمنع المخاوف لدى المواطنين، وهو أمر طبيعي في ضوء سرعة انتشار الفيروس، غير أن نسب الإقبال على تلقي الجرعات المعززة ضد كوفيد 19 لا تزال محدودة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن تلقي التطعيم يساعد على الأرجح في حماية الناس من حولك بتقليل احتمال إصابتك بالفيروس ونقله للآخرين، غير أن إحصاءات وزارة الصحة تفيد بأن نسبة السكان الذين تلقوا اللقاح في قطاع غزة، بلغت نحو 33.5%، من إجمالي السكان الذي تجاوز عددهم المليونين ونصف المليون.
ودعا الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، جميع البلدان إلى الحفاظ على الامتثال لتدابير فعالة في مجال الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، وأيضا زيادة التغطية بالتطعيم.
وتفيد الوكالة الأممية المتخصصة في مجال الصحة بأنه يتعين الحصول على جرعات معزّزة من التطعيم –عند إدارتها- لأن من شأنها أن تساعد على حماية الأرواح، ولا سيما بين الفئات الأكثر ضعفا: كبار السن، والمصابون بأمراض مصاحبة، إضافة إلى العاملين الصحيين.
وترجح بشرى عودة من دائرة التثقيف الصحي بوزارة الصحة، أسباب تدني اعداد الأشخاص ملتقي اللقاح في قطاع غزة، إلى مجموعة من الأسباب، في مقدمتها: أن البعض "لم يقتنعوا إلى الآن بوجود فيروس كورونا".
كما أشارت عودة إلى أن المعلومات المغلوطة التي يتلقاها المواطنون عبر الإنترنت أسهمت بشكل كبير في زيادة نسبة المخاوف لديهم وبالتالي هذا ساعد في الاحتجاب عن تلقي اللقاح.
وقالت: "لقد بذلت دائرة التثقيف الصحي جهداً كبيراً ساهم في أن تصل النسبة إلى هذا الحد، بخاصة أن المرض جديد والتطعيم لا يزال قيد التجربة والدراسة، وتثار حوله علامة استفهام كثيرة".
وأشارت إلى أنهم لا يزالون يواجهون صعوبات في عملية إقناع المواطنين ومحو تخوفاتهم من تلقي اللقاح المضاد لفيروس كورونا.