English

حقن التنحيف.. وباء معلوماتي يتستر خلف الصحة والجمال


2022-07-26

إعداد: سمر عدس- رئيس قسم اليقظة الدوائية في دائرة المعلومات الصيدلانية- وزارة الصحة

 

هوس فقدان الوزن قد يدفع الكثير من الأشخاص، خاصة الفتيات، إلى تجربة العديد من الأدوية، خاصة أنهن يبحثن عن نزول سريع في الوزن. ومن بين هذه الأدوية، حقن تُعرف باسم «ساكسيندا وفيكتوزا وأوزمبك» وغيرها، شهدت شعبية كبيرة في الفترة الأخيرة بين الناس وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في تقليلها للوزن. والخطير في الأمر أن هذه الحقن يتم تناولها دون استشارة الطبيب.

د. تهاني فتوح

في هذا الصدد، قالت مدير عام الإدارة العامة للصيدلة في وزارة الصحة د. تهاني فتوح إن هذه الحقن هي بالأساس مصرحة رسمياً لعلاج مرضى السكري النوع الثاني، حيث تساعد في إنقاص مستوى السكر في الدم بتحفيز هرمون الأنسولين، وفيما بعد، اكتشف أن لها تأثيرات في تقليل الشهية وإنقاص الوزن، خاصة في حالات البدانة المرضية المفرطة. ومن هذه الحقن ما هو مرخص من وزارة الصحة، ومنها ما هو غير مرخص لغاية الآن.

وحذرت د. فتوح من استخدام هذه الحقن دون استشارة الطبيب وذلك لتفادي أي مضاعفات قد تكون خطيرة على الصحة، خاصة أنه يجب حقنها في الجسم بجرعات منتظمة ومحددة، فمخاطر استخدام هذه الأدوية دون استشارة الطبيب تكمن في حدوث أعراض جانبية للدواء نتيجة استخدامها بطريقة غير صحيحة. ومن هذه الأعراض: اضطرابات بالجهاز الهضمي، وفقدان الشهية، وخفقان القلب، وهبوط سكر الدم. وبينت التجارب ارتباط استخدام الدواء بمشاكل بالبنكرياس والغدة الدرقية.

ونوهت د. فتوح إلى أنه يمنع استخدام هذه الحقن عند فئات معينة، مثل فئة الأطفال والمراهقين والحوامل، ومن تزيد أعمارهم على 75 سنة، والمصابين بالنوع الأول من السكري، ومن لديهم تاريخ مرضي في أورام الغدة الدرقية، والمصابين بالتهابات البنكرياس، ومرضى حصى المرارة‏، ومن لديهم خلل شديد في وظائف الكبد والكلى.

وأضافت أن الإدارة العامة للصيدلة تقوم من خلال دوائرها السبع بالرقابة على المؤسسات الصيدلانية ومواقع التواصل الاجتماعي التي تقوم بالتسويق غير المشروع لهذه الأدوية وغيرها من مستحضرات صيدلانية وتقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لها.

 

لا تلائم جميع حالات السمنة

أ. بكر قندوس

من جهته، أشار أخصائي الأمراض الباطنية والسكري الدكتور بكر قندوس إلى أن حقن التنحيف لا تلائم جميع حالات السمنة، فبشكل عام، حوالي 20% من الناس الذين استخدموا هذه الأدوية لم تحقق فائدة لتقليل الوزن لديهم، بل كانت أوزانهم ثابتة. وهي ليست كافية بمفردها من أجل فقدان الوزن، بل يجب اتباع نظام غذائي صحي ومنخفض السعرات الحرارية من أجل الحصول على نتيجة مرغوبة، والحفاظ على مستوى سكر طبيعي في الجسم.

وأكد أنه يجب أن يتم استخدامها تحت إشراف طبيب مختص يقوم بتقييم حالة السمنة أولاً، ومن ثم حساب معامل كتلة الجسم، مع تقييم لوجود عوامل صحية أخرى مرتبطة بالسمنة، مثل ارتفاع الضغط والسكري وارتفاع دهنيات الدم.

وتحدث د. قندوس عن مرضى استشاروه عن جرعات هذه الحقن التي قاموا بصرفها من الصيدلية دون زيارته أو زيارة أي طبيب آخر، وقال إنه نصحهم بأن صرفها بهذه الطريقة دون الرجوع للطبيب لا ينفعهم وقد يضرهم، ويمكن أن يكون سبب السمنة لديهم مشكلة صحية غير مشخصة يمكن للطبيب اكتشافها بعمل الفحوصات اللازمة.

وشدد د. قندوس على أن الأخصائي فقط هو من يجب أن يصف هذه الأدوية للحالات التي تحتاجها فقط بعد عمل تشخيص مفصل، وكعلاج مساعد مشروط استخدامه باتباع حمية غذائية قليلة السعرات وممارسة الرياضة.

 

المستهلك

على نفس الصعيد، تقول وصال -إحدى مستخدمات هذه الحقن، وهي تعاني من مرض السكري النوع الثاني مع وجود سمنة مفرطة- إنها كانت تستخدم أدوية السكري من نوع الأقراص الفموية وسمعت من صديقاتها عن حقن التنحيف وفعاليتها السحرية بإنقاص الوزن، فسارعت بكل لهفة لشرائها من الصيدلية دون وصفة طبية. وأضافت أنه بعد استخدامها لاأل حقنة، حدثت لديها أعراض هبوط حاد في سكر الدم اضطرها لدخول المستشفى، وبعدها قامت بمراجعة الطبيب الذي عمل على تعديل خطتها العلاجية بالكامل وجرعات أدويتها، فقد سببت إضافة الحقنة لعلاجها تفاعلاً دوائياً مع أدويتها الفموية كان من الممكن تجنبه لو استشارت وصال الطبيب من البداية.

وأخيراً، تؤكد كل المرجعيات الطبية على ضرورة الرجوع إلى الطبيب عند استخدام الأدوية، بما فيها أدوية التنحيف وأهمية الالتزام بنمط الحياة الصحي لإنقاص الوزن بالرياضة البدنية والحمية الغذائية باعتبارهما الخيار المهم والرئيسي ولا يغني عنهما استعمال أي دواء. ويحذرون من تلقي المعلومات الطبية أو تداولها بطريقة غير سليمة ومؤكدة. وتهيب بجميع المواطنين الاقتصار في أخذ المعلومات الطبية والدوائية من المصادر المتخصصة الموثوقة كالطبيب أو الصيدلي.

 


Developed by MONGID DESIGNS all rights reserved for Array © 2024