إعداد: طلال قدادحة- مدير دائرة التدريب والتطوير في الإدارة العامة للتمريض- وزارة الصحة
إحدى الجلسات التدريبية
تعتبر مهنة التمريض والقبالة من المهن السامية والإنسانية، بسبب ارتباطها بصحة الإنسان والحفاظ على حياته، وهي عبارة عن فن وعلم ينتهجه الكادر التمريضي والقبالة لتقديم الخدمات العلاجية للفرد والمجتمع.
وتسعى وزارة الصحة جاهدة إلى تعزيز وتدريب وتطوير الكوادر مهنة التمريض من خلال دوائرها ووحداتها المختلفة.
وتسعى الإدارة العامة للتمريض والقبالة لتقديم أرقى الخدمات التمريضية، وتستوحي رسالتها من رسالة وزارة الصحة الفلسطينية، حيث تعمل على تدريب وتطوير مستوى الجودة وتحقيق الشمولية في الخدمات التمريضية المقدمة إلى كافة أفراد المجتمع، وتعمل جاهدة على تحقيق رؤيتها في تطوير الكوادر التمريضية والقبالة، المنبثقة عن رؤية وزارة الصحة، التي ترى أن تطوير الكوادر الصحية يقع ضمن أولوياتها.
مدير عام التمريض والقبالة نجاة دويكات
وقد أكدت مدير عام التمريض والقبالة نجاة دويكات أنه من خلال اهتمام الوزارة بمهنة التمريض، تم تطوير وحدة التمريض إلى إدارة عامة في العام 2015، تعنى بالتدريب والتطوير الفني للتمريض والقبالة، ووضع السياسات والبروتوكولات التي تساهم في خدمات تمريضية ذات جودة وكفاءة عالية.
وأشارت دويكات إلى أن الإدارة العامة للتمريض والقبالة تسعى لتقديم خدمات تمريضية ذات جودة صحية منسجمة مع الخطة الإستراتيجية لوزارة الصحة.
وأضافت أن من الأهداف الإستراتيجية للإدارة العامة للتمريض تدريب وتطوير الكوادر التمريضية والقبالة من خلال تفعيل دور التعليم المستمر والدورات الهادفة والندوات العلمية بالتنسيق مع الإدارات الصحية والإدارية المختلفة.
وتابعت دويكات أن العام الحالي تم تدريب 18 مدرباً معتمداً، بالتنسيق مع المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة، وهؤلاء المدربون موزعون على المستشفيات الحكومية، من أجل البدء بتنفيذ جلسات تدريبية لطواقم التمريض والقبالة، مشيرة إلى أنه تم عمل جلسات تدريبية في معظم المستشفيات الحكومية وبالتنسيق مع الإدارة العامة للمستشفيات حول موضوعين ذوي أهمية، هما أخلاقيات مهنة التمريض والقبالة، والاتصال والتواصل الفعال، وقد استفاد منها عشرات الممرضين في مختلف المستشفيات.
المدرب بلال جوابرة من مستشفى بيت جالا الحكومي
وأفاد المدرب بلال جوابرة من مستشفى بيت جالا الحكومي، وهو أحد المستفيدين من دورات إعداد المدربين في المدرسة الوطنية الفلسطينية للإدارة إن "الورشات واللقاءات التدريبية في المدرسة الوطنية أكسبتنا القدرة العملية العالية والمهارة في مسيرة التطوير والتعليم المستمر للقطاع التمريضي ابتداء من معرفة احتياجات الطاقم التمريضي، ثم صياغة المادة العلمية، وعنوان التدريب وفقراته، والهدف منه، وأفضل الوسائل المناسبة للتدريب، والتعامل مع المتدربين، ووسائل الإلقاء الناجحة والمميزة، كما تعلمنا كيفية إعداد نموذج عملي في تصميم المناهج التدريبية بشكل تطبيقي، وتم التدريب على نموذج ADDIE وكذلك نموذج PDCA، أي باختصار، كيف يمكن أن نحلل ونبني ونطبق، ومن ثم عمل آلية تقييم ذات جودة عالية".
أما على صعيد المشاركين في الورشات العلمية، فقد أوضح جوابرة أن الممرضين والممرضات والقابلات أبدوا اهتمامهم في المشاركة في هكذا ورشات تطويرية وتدريبية، بالرغم من ضغط العمل داخل المستشفيات الحكومية، حيث "لوحظ من خلال مشاركتهم في اللقاءات وحديثهم وتقييمهم أن هذه اللقاءات تساعدهم في حياتهم العملية والعلمية، بالإضافة إلى إحداث تغيير في سلوكهم وتعاملهم مع المرضى ومتلقي الرعاية الصحية في مؤسسات وزارة الصحة الفلسطينية".
وتابع جوابرة أن "الكادر التمريضي في وزارة الصحة الفلسطينية لا يزال بحاجة للعديد من الورشات التطويرية في شتى المجالات، فبعد تقديم دورات في فنون الاتصال والتواصل وتطبيق أخلاقيات المهنة، فإننا نسعى إلى تقديم دورات ذات بعد تخصصي لكل قسم من أقسام المستشفى، إذ نحتاج إلى برنامج متكامل يشمل التعامل مع الأدوات الحادة، ودعم الحياة الأساسي، ودعم الحياة المتقدم، ودعم حياة الأطفال، وإنعاش حديثي الولادة، وإدارات سلامة الأدوية، والتوثيق التمريضي".
الممرض في مستشفى بيت جالا الحكومي محمد صرار
وقال الممرض في مستشفى بيت جالا الحكومي محمد صرار، وهو أحد المتدربين المستفيدين من الدورات التي قدمتها دائرة التدريب والتطوير في الإدارة العامة للتمريض بوزارة الصحة، "إن لهذه الدورات آثاراً إيجابية ملحوظة في تقديم خدمة مميزة تتمثل في الجلسات التدريبية، التي تساعد في تدشين الفكر الإنساني في تثبيت القيم والمعلومات التمريضية، بحيث تساهم هذه الدورات في تعزيز ثقة التمريض ومواكبة التطور المستقبلي، وهذه الخطوات تمثل تحسيناً في تقديم الخدمات الصحية داخل دوائر الصحة".