آلاء أبو عيشة - مبرمج حاسوب ومسؤول نظام المعلومات الصحية المحوسب في وزارة الصحة
شكل تطبيق وتطوير النظام المحوسب في مراكز وزارة الصحة نقلة نوعية في تحسين وتطوير مستوى تقديم الخدمات الصحية، الذي يتقاطع مع مكونات القطاع الصحي، بدءاً بسجلات المرضى، مروراً بترشيد النفقات وتحسين إدارة الموارد البشرية وتوفير مرجع علمي لرسم السياسات والخطط الإستراتيجية الصحية.
وقال مدير عام الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات علي الحلو إن "من أهم الميزات التي يوفرها النظام المحوسب توفير سجل طبي إلكتروني لكل مريض، الذي يعتبر بدوره وسيلة سهلة وسريعة لتوصيل نتائج الفحوصات وعدم تكرارها والحد من الأخطاء الطبية بالإضافة إلى توفير الصور الطبية للمريض من خلال التكامل مع نظام الـ PACS وحفظها لأي زيارات مستقبلية، وهذا ينعكس إيجاباً على الخدمة الطبية المقدمة للمواطن من خلال سرعة توفر المعلومة وبالتالي تقديم الخدمة بالوقت المحدد".
أ. علي الحلو
وأضاف الحلو أن النظام "ساهم وبشكل كبير في تسهيل التواصل مع كافة أقسام المستشفى، الأمر الذي انكعس إيجابياً على جودة الخدمات الصحية". وأوضح أن "التقارير الإحصائية التي يتم استخراجها من النظام المحوسب تكون أساساً مهماً في تجاوز المشكلات وتحقيق التحسين المستمر لأنها تمثل أساساً مهماً للتطوير".
وأفاد كل من الوكيل المساعد لشؤون الصحة العامة وصحة الأسرة د. كمال الشخرة ومدير دائرة الأمراض المزمنة في الإدارة العامة للرعاية الصحية الأولية د. نانسي فلاح أن للنظام المحوسب دوراً كبيراً في تحسين جودة الخدمات الصحية، التي تتجلى في توثيق جميع البيانات الخاصة بالمرضى والرجوع لها عند الحاجة بعيداً عن تعقيدات العمل الورقي، بالإضافة إلى توفر هذه البيانات لمقدمي الخدمة بسهولة وفي الوقت ذاته، الأمر الذي يسهل الحصول على الاستشارات الطبية من قبل الأطباء في المراكز الصحية الأخرى العاملة على النظام.
د. كمال الشخرة
د. نانسي فلاح
وأكدا أن النظام خفف عبء تكرار تسجيل المعلومات والتقارير الطبية الخاصة بالمريض وإمكانية متابعة حالته دون الحاجة لإعادة معاينته مرة أخرى، حيث يوفر صلاحية الاطلاع على الملف الطبي للمريض في جميع المراكز العاملة على النظام المحوسب، الذي يتم ضمن صلاحيات محددة لكل من الفئات العاملة بما يضمن الحفاظ على سرية وخصوصية المريض، بالإضافة إلى قدرته الكبيرة على توفير التقارير بسهولة، ما سيساعد وزارة الصحة في عمل دراسات أكاديمية حول مدى انتشار الأمراض وتوزيعها الجغرافي ومدى خطورة كل مرض حسب الفئات العمرية والجنس.
وأضاف الطبيبان أن النظام المحوسب خفف الكثير من الأعباء المالية على الوزارة، وهذا ما أكده مدير دائرة الجودة وسلامة المريض في الإدارة العامة للمستشفيات د. عنان راشد، الذي رأى أن النظام المحوسب خفف الكثير من العبء والجهد والوقت على الكوادر الطبية وخفف معاناة المرضى كونه وفر وسيلة سهلة للحصول على نتائج الفحوصات وصور الأشعة وغيرها دون الحاجة لإرسال المريض أكثر من مرة إلى القسم ذي العلاقة للتأكد من أن نتائج فحوصاته قد ظهرت.
د. عنان راشد
وتابع قائلاً: "النظام ساهم في تقدير الاحتياج من الكوادر الطبية لكل مريض، مثل تقدير عدد الممرضين اللازم لكل قسم بناء على أعداد الأسرة والمرضى، وأضاف أن النظام حدّ من الأخطاء التي كانت تحدث أثناء العمل الورقي والمتمثلة في عدم وضوح الخط أو كتابة نتائج الفحوصات بطريقة غير صحيحة، ما أثر بشكل واضح على جودة الخدمة المقدمة للمرضى".
وهذا ما أشار إليه المدير الطبي في مجمع فلسطين الطبي د. موسى العطاري، الذي أكد على أهمية النظام في الحد من الأخطاء التي كانت تحدث خلال العمل الورقي، بالإضافة إلى كون الملفات تتلف كل خمس سنوات، وهذا ما أوقفه العمل بالنظام المحوسب، حيث إن الملف الطبي للمريض يحتوي على جميع التاريخ المرضي في جميع المراكز العاملة على النظام منذ بدء العمل به حتى تاريخه، والذي بدوره ساعد الأطباء على متابعة حالة المرضى ومقارنة نتائج فحوصاتهم في كل زيارة، وبالتالي تقديم خدمة ذات جودة عالية لهم.
د. موسى العطاري
كما أكد أن النظام وفر الكثير من الوقت والجهد على المرضى وموظفي التسجيل في البحث عن الملف الورقي للمريض لتسجيله وإرساله للطبيب لمتابعة حالة المريض، بالإضافة إلى الحد من تكرار طلب الفحوصات وصور الأشعة للمرضى من قبل الأقسام المختلفة مثل طلب الفحوصات من قسم الطوارئ وإعادة طلبها مرة أخرى من قِبل قسم المبيت وذلك أثناء العمل الورقي.
وأشار إلى أن النظام سهل متابعة حالة المريض من خارج المستشفى من خلال الاطلاع على ملفه الطبي وصور الأشعة، بالإضافة إلى سهولة الحصول على استشارة من أطباء آخرين في أيٍّ من المراكز الصحية العاملة على النظام المحوسب، ما حسن وعزز من جودة الخدمات المقدمة للمرضى.
واعتبر مدير الشؤون الإدارية والمالية في الإدارة العامة للمستشفيات "شاهر أبو رجب" النظام المحوسب لبنة أساسية في تطور وتحسن الخدمات التي تقدمها مراكز وزارة الصحة للمواطن، وأفاد أن النظام سهّل آلية الرجوع للملف الطبي ومعلومات المرضى التي يتم حفظها بشكل آمن يحفظ خصوصية وسرية بيانات المرضى، كما أنه وفر الوقت والجهد على الموظفين والمرضى.
أ. شاهر أبو رجب
من ناحية أخرى، أكد على الترابط والتجانس ما بين مكونات النظام التي تتيح إمكانية الحصول على التقارير والإحصائيات المختلفة، سواء الطبية أو المالية أو الإدارية التي يتم الرجوع لها من قِبل أصحاب القرار لوضع السياسات الصحية التي من شأنها تعزيز جودة الخدمات المقدمة للمرضى وحفظ المال العام.