English

عيادات الصحة النفسية: 76 حالة لكل 100 ألف مواطن


2022-07-18

إعداد:

سهير حماد- وحدة الصحة النفسية في وزارة الصحة

د. أسمى ياغي- مديرة دائرة التدريب والتعليم في وحدة الصحة النفسية بوزارة الصحة سابقاً

 

تعد الصحة النفسية ركيزةً أساسية وجزءاً لا يتجزأ من الصحة، ولا تكتمل الصحة العامة بدون الصحة النفسية. وتعرّف منظمة الصحة العالمية الصحة النفسية بأنها "حالة من اكتمال السلامة بدنياً وعقلياً"، كما تُعرَف أيضاً بمستوى الرفاهية النفسية والعقل الخالي من الاضطرابات، وهي "الحالة النفسية للشخص الذي يتمتع بمستوى عاطفي وسلوكي جيد".

وتقدم خدمات الصحة النفسية في فلسطين من خلال عيادات صحة نفسية مجتمعية موزعة جغرافياً على جميع المحافظات، منها مركز متخصص بالصحة النفسية للأطفال والمراهقين في محافظة الخليل (مركز حلحول للأطفال والمراهقين).

وحسب التقرير السنوي لوزارة الصحة لعام 2019 وعام 2020، أظهر توزيع الحالات النفسية الجديدة المسجلة في مراكز الصحة النفسية والمجتمعية حسب الجنس 1187 حالة من الذكور بنسبة 56.7% و906 حالة من الإناث بنسبة 42.3%.

أما التوزيع العمري، فأظهر أن عدد الحالات الذي يقع بين الفئة العمرية 25-49 سنة، بلغ 822 حالة بنسبة 39.3% من مجموع الحالات.

أما عام 2019، فكان عدد الحالات الجديدة المسجلة 2928 حالة، منها 1651 حالة ذكور، أي ما نسبته 56.4%، والإناث 1277 حالة بنسبة 43.6%.

وخلال عام 2020، بلغ عدد الحالات الجديدة المسجلة في مختلف مراكز الصحة النفسية في محافظات الضفة الغربية 2093 حالة بمعدل 76.0 لكل 100 ألف مواطن، مقارنة بـ2928 حالة بمعدل 108.6 لكل 100 ألف في عام 2019.

ويلاحظ أن هناك انخفاضاً بمعدل حدوث المرض في عام 2020، لذا كان لا بد من عرض البيانات التفصيلية للحالات بكلا العامين ومتابعتها مع المختصين.

يوضح رئيس قسم الصحة النفسية في مركز نابلس للصحة النفسية المجتمعية الدكتور إياد أبو بكر أن انخفاض الحالات لعام 2020 مقارنة مع عام 2019 يعود إلى ظهور كورونا في بداية شهر آذار، الذي أعلنت فيه حالة الطوارئ، وفرض الإغلاق، الذي منع المرضى الجدد من الوصول لتلقي العلاج، سواء خوفاً من الحالة الوبائية السارية أو نتيجة إغلاق المراكز وتقليص الدوام.

وأضاف أبو بكر أنه رغم انخفاض الحالات الجديدة بالمراكز، إلا أنه لاحظ ارتفاعاً في حالات التوتر والقلق، التي تطلب المساعدة عن طريق الهاتف مع أطباء الصحة النفسية.

رئيس قسم الصحة النفسية في مركز نابلس للصحة النفسية المجتمعية الدكتور إياد أبو بكر

 

وحول أهم الأمراض التي تعالج داخل مراكز الصحة النفسية، قالت الأخصائية النفسية في مركز طولكرم للصحة النفسية المجتمعية ناريمان زيدان إنها الأمراض الذهانية مثل الفصام، وثنائي القطب، والهوس والاكتئاب، والأمراض العصابية، والاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب، والصرع والتخلف العقلي، ومشاكل الأطفال.

وأضافت زيدان أن الخدمات في المراكز تقدم لجميع الأعمار، سواء فئة الكبار من عمر 18-65، أو الأطفال أقل من 18.

وفي حال عدم توفر العلاج في مراكز الصحة النفسية التابعة لوزارة الصحة، لا سيما للحالات النفسية لدى الأطفال، أوضحت زيدان أن هذه الحالات تحول إلى مؤسسات المجتمع المحلي التي تعنى بهذه الفئات.

وتابعت أن العلاج في تلك المراكز يتضمن جلسات الإرشاد الفردية والجماعية والعلاج التأهيلي وصرف العلاج، من خلال طواقم تضم أطباء نفسيين وأخصائيين اجتماعيين ونفسيين ومعالجين وظيفيين، وخدمات التوعية المجتمعية.

 

 

الأخصائية النفسية في مركز طولكرم للصحة النفسية المجتمعية ناريمان زيدان

 

أما عن مركز حلحول للصحة النفسية للأطفال والمراهقين، فقد قال رئيس قسم الصحة النفسية في المركز الدكتور إياد العزة إن المركز حديث ومتفرد، إذ تأسس عام 2010 لخدمة الأطفال والمراهقين بجهود مشتركة بين وزارة الصحة والوكالة الفرنسية للتنمية والأمم المتحدة.

وتابع العزة أن المركز يقدم خدمات علاجية دوائية، وإرشادية فردية وجماعية، وتأهيلية، إضافة للتدخل مع الأسرة لتوعيتها بكيفية التعامل مع الطفل، كما يقدم خدمات علاج صعوبات النطق.

وأشار العزة إلى أن الحالات التي يعالجها المركز متنوعة، تشمل القلق، والحركة الزائدة، وصعوبات النطق واضطرابات المزاج، إضافة إلى تأخر النمو والتطور.

أما عن شروط تقديم الخدمة بمركز حلحول، فقد أوضح العزة أن الخدمة تقدم للفئة العمرية من عمر يوم إلى 18 سنة فقط، وهي مجانية بالكامل للأطفال، لكن يشترط أن يحول الطلبة من المدارس، وأن يحضر الطفل مع والديه، وأن يوقعا اتفاقية علاج مع المركز.

وخلال جائحة كورونا، أوضح العزة أن هناك آلية تم اتباعها بمركز حلحول، اعتمدت على توصيل الأدوية للأطفال لبيوتهم والمتابعة الهاتفية مع ذويهم وصرف الأدوية لفترة أطول، وتقديم المتابعة والإرشاد للأهل من خلال الهاتف، بالإضافة إلى تبليغ عن حالات الإصابة الجديدة بكورونا.

وتابع العزة أن أهم الصعوبات التي تواجههم في المركز الوصمة الاجتماعية، ونقص الكادر الوظيفي، وعدم الإقبال على تخصص الطب النفسي، وهو ما يؤدي لوجود نقص بعدد الأطباء.

 

رئيس قسم الصحة النفسية في مركز حلحول الدكتور إياد العزة

 


Developed by MONGID DESIGNS all rights reserved for Array © 2024