شارك منسق الأبحاث والسياسات في مركز تطوير الإعلام- جامعة بيرزيت صالح مشارقة في مؤتمر دولي حول تنظيم المعلومات والاتصال في العصر الرقمي، نظمته منظمة اليونسكو الروسية وجاهياً وعبر تقنية زووم بمشاركة مختصين من 37 دولة حول العالم.
ويتم تمويل المؤتمر برعاية من حكومة خانتي مانسيسك ذاتية الحكم ووزارة التطوير الرقمي والاتصالات الروسية وبدعم معلوماتي من مكتبات روسية وأوروبية تعنى بتعدد اللغات واستشراف تنظيم المعلومات وأثرها على التعليم واللغات وفرص العمل والانتخابات وقضايا أخرى في ظل العصر الرقمي.
وقدم مشارقة ورقةً حول دور مراصد التحقق في التربية الإعلامية، وأثرها على تنظيم الاتصال البشري وتدفق المعلومات، استعرض فيها تجارب تحقق من المعلومات من أربع مراصد تحقق محلية وإقليمية هي مرصد مسبار القطري، ومرصد أكيد الأردني ومرصد في ميزان فرانس برس- بيرويت ومرصدي كاشف وتيقن في فلسطين.
وبينت الأمثلة أن المراصد باتت مصدر التربية الإعلامية الوحيد في مسار التحقق من المعلومات، في ظل عدم قيام وسائل الإعلام بدورها في هذا الجانب أو أنها تكتفي بأسلوب تقليدي في النفي فقط دون المُضي في عمليات تحقق تدخل في فنون الأخبار والتقارير والقصص والتحقيقات والمقابلات، ودون أن يكون لها مكان في غرف الأخبار ضمن الإنتاج الإخباري بالفيديو أو بالبرامج أو البودكاست وباقي فنون الإنتاج الصحفي في ظل التحول إلى الإعلام الرقمي.
واكدت الورقة على مستجدات كثيرة في عمل مراصد التحقق ومنها تقارير التوعية التي تقدمها المراصد للجمهور حول مضار تطبيقات وفلاتر وخدمات تجارية مجانية ومدفوعة تنتجها شركات التواصل، منها من يصل إلى معلومات الأفراد ويبيعها للشركات التجارية ويعرِّض خصوصية الأفراد لخطر الخوارزميات ومنها من يحدث تغيراً غير مرئي على السلوك البشري ويؤدي إلى أضرار نفسية وأنواع من الانفصال عن الواقع وأمراض كثيرة، أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي سبباً أساسياً لها.
كما بينت الورقة أن المراصد باتت أمام دور أساسي يتعلق بالتحقق من الدعايات السياسية في زمن الانتخابات، ومن الأخبار المضللة التي تذكيها عقلية نظريات المؤامرة، ومن أخبار الحروب التي بدأت أطراف كثيرة تزورها وتصنعها وتبثها كجزء من العلميات الحربية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم تحديات كثيرة تتعلق ببنية المراصد وطرق تمويلها وطريقة عملها، طالب مشارقة بإعطاء فرص تمويل وفرص دعم ورعاية إضافية لهذه المراصد التي أصبحت أقوى مؤسسات التربية الإعلامية وأقوى أدوات التحقق في العصر الرقمي، وصارت أكثر المؤسسات تعاملاً مع التربية الإعلامية عبر حملات التوعية للمستخدمين عن أفضل الممارسات الإعلامية في ظل العصر الرقمي.
كما دعا الجامعات العربية والعالمية إلى إدخال تدريس التحقق في تخصص الصحافة والإعلام، ودعا المؤسسات الإعلامية إلى إدخال التحقق كمشبك إخباري في الأخبار والتقارير والقصص الصحفية والتحقيقات، وإلى استخدام التحقق ليكون أيضاً موضوعاً دائماً في الإنتاج التلفزيوني والإذاعي.