نظم مركز تطوير الاعلام- جامعة بيرزيت بالشراكة مع سبع جامعات محلية، لقاء متخصصاً عن إدخال التحول إلى الإعلام الرقمي في تدريس الصحافة بالجامعات والكليات الفلسطينية.
وتحدث في اللقاء د. نادر صالحة من جامعة القدس، ود. سعيد شاهين من جامعة الخليل، ود. طلعت عيسى من الجامعة الإسلامية، ود. عمر أبو عرقوب من الجامعة العربية الأميركية، وأ. خالد أبو قوطة من كلية فلسطين التقنية- دير البلح، ود. محمد أبو الرب من جامعة بيرزيت، ود. خالد الحلبي من جامعة الاقصى.
وحضر اللقاء الذي نظم عبر منصة "زووم"، قرابة أربعين أكاديميّاً وباحثاً ومهتمّاً، من فلسطين ومصر والعراق وقطر.
وقالت مديرة مركز تطوير الإعلام نبال ثوابتة إن الإعلام الرقمي صار واقعاً كاملاً له شروطه ومتطلباته، وإن على أكاديميا الإعلام أن تدرسه جيداً وأن تضع له محطات هبوط في المساقات وفي المهارات وفي التدريبات كي يلبي احتياجات الجمهور الجديد.
واعتبر أستاذ الإعلام في الجامعة العربية الأميركية د. عمر أبو عرقوب أن مرحلة كورونا غيرت قواعد تدريس الإعلام، ومنها بدأ تحدي امتلاك أساتذة الإعلام في الجامعات الفلسطينية لمهارات جديدة في التعليم والتعلم التفاعلي، واستخدام التقنيات في التدريس، وفتح الباب للطلاب للقيام بواجباتهم على تطبيقات رقمية متنوعة، وصارت أساليب الامتحانات والتقييمات تدريبية أكثر منها نظرية، وصار من مهمات المحاضرين التواصل مع الطلاب على شبكات التواصل الاجتماعي، وصارت الروح التشاركية أعلى بين المحاضرين والطلاب.
ورأى الدكتور طلعت عيسى أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية أن التعليم عن بعد تحوّل من تحدٍّ إلى فرصة لأساتذة الإعلام والطلاب أيضاً، بحيث رفع نسبة استخدامهم للرقميات واندمجوا في طرق تدريس ووسائل إنتاج جديدة، مشيراً إلى أن الجامعة الإسلامية تعاملت مع هذا المستجد بالمختبرات والتقنيات الجديدة، لكنه لم يقلل من أهمية اقتناء التقنيات الجديدة في مختبرات الجامعات للقول إن قطار الرقمنة في تخصص الإعلام قد انطلق.
واستعرض أستاذ الإعلام في جامعة الخليل سعيد شاهين الخطوات التي قامت بها جامعته، ومنها استدخال مساقات تعتمد على الإنتاج الإلكتروني، وتوظيف محاضرين جدد، وإدخال مساقات رقمية مثل صحافة الموبايل والإعلام التفاعلي، وصحافة البيانات والتصميم البصري المتعدد.
وركز أستاذ الإعلام في جامعة الأقصى د. خالد الحلبي على جانب المضمون في عصر رقمنة الإعلام، وقال إنه من المهم أن تظل المضامين جوهر عمليات التطوير، مشيرا إلى أن القول إن الإعلام الرقمي جديد بالكامل يجب التعامل معه بحذر، مؤكداً أن التحول يجب أن يحمل معه المبادئ والأخلاقيات والأصول التي تعلمناها أيام تفرعات صحافة المكتوب والمرئي والمسموع.
وحذر رئيس دائرة الإعلام في جامعة بيرزيت د. محمد أبو الرب من الاستسلام الكامل للإعلام الرقمي، مطالبا بالتركيز على المضامين أكثر من التقنيات، ومطالباً بنقد الإعلام الجديد لمعرفته أكثر والدخول فيه بشكل مدروس. واستعرض قرار جامعته بتحويل اسم التخصص فيها ليصبح الإعلام الشامل وتوسيع المساقات الاختيارية ودمج مساقات رقمية فيها، ومنها تحليل البيات وتحليل محركات البحث وتحليل المواقع ورفع نسبة معرفة الطلاب بنظم المعلومات وبعلم الإنترنت.
وتحدث رئيس برنامج ماجستير الإعلام الرقمي في جامعة القدس د. نادر صالحة عن فلسفة الانتقال من الإعلام القائم إلى الإعلام الرقمي، وقال إنه يجب التعامل معها على أنها تغطية لمساحات إضافية منحتها التكنولوجيا للفنون الصحفية، مشدداً على أن هذا التحول بحاجة إلى التركيز على القصص الرقمية، وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي، مطالبا بقراءة جديدة للجماليات ولعلم الاجتماع ولعلم النفس المحيط بالرقمنة في حقل الإعلام.
واستعرض الدكتور خالد أبو قوطة أستاذ الإعلام وتكنولوجيا الاتصال ورئيس قسم الإعلام والفنون التطبيقية بكلية فلسطين التقنية في دير البلح، خطة الكلية التي تواكب احتياجات التحول من الإعلام القائم إلى الإعلام الرقمي، وتلبي حاجة سوق العمل والمشغلين والمؤسسات الصحفية، مؤكداً أن التطورات التقنية في الاتصال البشري والإعلام دخلت في مراحل تحوّل حاسمة على أشكال إنتاج المواد، ومضامين ووسائط التغطيات الصحفية لتكون أقرب إلى النشر الرقمي.
وأدار جلستي اللقاء الإعلاميان عماد الاصفر وصالح مشارقة، اللذان أكدا على أهمية أن يكون التحول إلى الإعلام الرقمي في فلسطين ليس مجرد انتقال إلى قنوات وتقنيات، بل عملية مدروسة في الجامعات وفي قطاع الإعلام الفلسطيني وفي منظمات المجتمع المدني المعنية بتطوير الإعلام والصحافة، للاستفادة من كل التقنيات والقطاعات في تطوير الاعلام الفلسطيني.